أسلوب النهي ودلالاته التربوية في القرآن الكريم

أسلوب النهي ودلالاته التربوية في القرآن الكريم


د. عبد الكريم الحداد

أستاذ مساعد، محاضر في كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية


جاء القرآن الكريم بأسلوبه الرصين لدلالات النهي وصيغها ليضع منهجاً واضحاً للمسلم في التعامل مع الأمور التي نهي عنها، حرصاً عليه وعلى سعادته؛ لأن الله تعالى علم ما يضر الإنسان؛ فحرمه ومنعه عليه.

فجاءت نواهي القرآن الكريم التربوية رفيعةَ الأسلوب والمعنى، مهذِّبةً النفسَ الإنسانية، دافعة إياها للابتعاد عما تُنهَى عنه،

وكان منهج القرآن التربوي للإنسان في استخدامه لأساليب النهي إبعاده عن الأفعال والأمور التي تؤذيه وتضره، وعلى الرغم من أن النهي عادة فيه شيء من المشقة، فإنه عندما يرد في الخطاب القرآني؛ يبعث في النفس الإنسانية الطمأنينة وسرعة الاستجابة لتلك النواهي الربانية، لأنه يعلم حقيقة أن تشريعات الله تعالى جاءت لجلب مصالحه ودفع المفاسد عنه، وكثير من تلك النواهي يسهم في تنمية الجوانب التربوية والأخلاقية لدى المسلم.

وقد وجد الباحث أن تلك الأساليب التربوية للنهي في القرآن الكريم تتمثل في: التربية بالقيم والأخلاق والمثل العليا، وبناء العلاقات الاجتماعية على أساس الإيمان والطاعة، والتأثر بالأقران، والتربية العقلية السليمة بالنظر إلى مآلات الأمور، والتدرج في تطبيق النواهي، والالتجاء إلى الإله الخالق مما يبث الطمأنينة والاستقرار النفسي في الأفراد والمجتمعات، والتربية على الأدب، والتربية والتوجيه على الضبط المالي والاقتصادي. وقد اعتمد الباحث في هذا البحث على المنهج الاستقرائي التحليلي.

الكلمات المفتاحية

القرآن الكريم، الدلالات الأصولية، النهي، التربية، الأسلوب

tibyanjournal