مقدمة العدد الأول من المجلد الأول

مقدمة العدد الأول


الدكتور فواز العواد

رئيس التحرير

مدير مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية


إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث العلمية أصبحت ضرورة للمجتمعات المعاصرة حتى يمكنها أن تنهض معرفياً واقتصادياً وحضارياً، فالبحث العلمي هو بوابة المعرفة وهي بدورها بوابة الصناعة والتطور والتقدم التي تعني كلها بناء مجتمع قوي متماسك ومتحضر يحقق الرفاهية لأفراده، ويضمن لهم السلامة والأمان.

وإذا كانت الدول المتقدمة لا يمكنها أن تحافظ على سيطرتها وقوتها ورفاهيتها إلا من خلال البحث العلمي، فلا شك أنّ المجتمعات التي تعرضت لكوارث مدمرة على صعيد البنيان وعلى صعيد الإنسان يعد البحث العلمي، في مجالات المعرفة الإنسانية كافة، هو نقطة البداية لتشخيص مشكلاتها ووضع الحلول ورسم السياسات التي بها يتم إعادة الإعمار واستعادة دورها وهويتها.

لقد شاركت مؤسسات المجتمع المدني السورية بشكل فاعل ومستمر بتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري الذي يتعرض للتهجير والنزوح والقصف منذ عشر سنوات، وعلى التوازي اهتمت مؤسسات عديدة بتدارك الأجيال السورية من الضياع من خلال مشاريع تعليمية قللت بشكل كبير من حجم المشكلة التعليمية التي طالت الملايين، ومن أهم هذه المؤسسات السورية الفاعلة مؤسسة تعليم بلا حدود /مداد التي أسهمت ومازالت بعشرات المشاريع التعليمية للتعليم الجامعي ودون الجامعي وآخرها أنها أسست مركز مداد للبحوث والدراسات التربوية، الذي يقع على عاتقه رصد الواقع السوري في المجال التربوي والتعليمي ووضع الخطط والسياسات وتقديم التقارير الرصينة التي يقوم بها الباحثون المختصون.

وفي هذا العدد الأول من مجلة تبيان للعلوم التربوية والاجتماعية يدشن مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية باكورة أعماله في البحث العلمي في مجالات التربية والتعليم وعلم النفس، ضمن خطة لتشجيع البحث العلمي الذي يعود على المجتمع السوري وعلى المجتمع الإنساني بالفائدة. حيث يشرف على المجلة هيئة تحرير من نخب المجتمع السوري من الأكاديميين السوريين الذين لهم باع في البحث العلمي، كما شارك في العدد الأول مجموعة من الباحثين الذين عالجوا مجموعة من القضايا التربوية والنفسية بأسلوب علمي رصين، إذ خضعت جميع الأبحاث للتحكيم العلمي السري، وقام الباحثون بتعديل الملاحظات والالتزام بمعايير النشر العلمي. إن مركز مداد للدراسات والبحوث التربوية يتشرف بدعوة جميع الباحثين للمشاركة في الأعداد القادمة، كما يشكر المركز كل من ساهم في إطلاق العدد الأول من مستشارين ومحكمين ومدققين وتقنيين، والشكر موصول كذلك للمؤسسة الراعية والداعمة للمجلة؛ مؤسسة تعليم بلا حدود/مداد، وعلى الأخص رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عزام خانجي وسائر العاملين في المؤسسة.

tibyanjournal